وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ بمناسبة حلول شهر محرم الحرام أصدر الدکتور راشد الراشد بیاناً یأتی نصه فیما یلی: في هذه المناسبة العظيمة، نقف أمام فيض زاخر من المعارف الإلهية التي سطّرها الإمام الحسين (عليه السلام) بدمه وتضحيته الكبرى. إنها معارف تستحق التأمل العميق والبصيرة الواعية، فقد أنقذ الإمام العظيم، سيد الشهداء (عليه السلام)، الدين من التحريف والتشويه، وحقق الإنجاز الأعظم بإخراج الأمة من عبادة الطاغوت إلى عبادة الله الواحد القهار. وكان هذا هو الانتصار المدوي الذي أنجزته دماء إمامنا الشهيد (عليه السلام) في محطة عاشوراء والتي ينبغي أن ننهل منها الإيمان والبصيرة والثبات والوعي.
وبهذه المناسبة، نؤكد على شبابنا المؤمن والرسالي ما يلي:
أولاً: أفرحوا قلب إمامكم بتعميق الالتزام والتمسك بالدين، فخير تعزية نقدّمها لإمامنا الحسين العظيم (عليه السلام) هي التزامنا الديني، وحرصنا على التمسك بالحدود والضوابط والموازين الشرعية التي ضحّى من أجلها، وقدم في سبيلها أغلى ما يملك ودمه الطاهر لتبقى راسخة، خاصة في ظل الحملات الممنهجة التي تستهدف تشويه هويتنا وتحريف عقائدنا الدينية. إن عاشوراء محطة رسالية كبرى لإحياء وبعث الدين والعقيدة في نفوسنا وصياغة شخصيتنا بموجبها، وهذا هو الاستثمار الأعظم في إحياء هذه المناسبة الجليلة. فلنغتنم فرصة عاشوراء لنفرح قلبنا إمامنا الشهيد ”عليه السلام“ وذلك بتصويب علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى.
ثانياً: شاركوا بتحدي الاعتزاز بالهوية، وكونوا فاعلين في إحياء هذه المناسبة الرسالية الكبرى بمختلف أشكال الإحياء، على أن يكون ذلك نابعًا من الاعتزاز بالهوية والشعور بالمسؤولية في الدفاع عنها وصونها من محاولات التشويه وإضعاف التوجه نحوها. ولتكن مشاركتكم في إحياء مراسم الذكرى تعبيرًا عن تعزيز الارتباط بها، وهذا يتطلب حضورًا فاعلًا وكثيفًا في مختلف ميادين الخدمة والإحياء. يجب أن تبقى راية إمامنا الحسين (عليه السلام) خفاقة بحضورنا ومشاركتنا في كل الساحات والميادين.
ثالثاً: أنصروا الحسين ”عليه السلام بالحضور المكثّف في المجالس الحسينية، والإلتفاف حول المنبر الحسيني المقدّس، واجعلوا من ذلك محطتكم الأساسية لإبقاء صوت الإمام الحسين (عليه السلام) عاليًا ونهضته المباركة حيّة في العقل والوجدان والضمير. فإن تكثيف حضوركم في المجالس، إضافة إلى الاستحباب الشرعي المؤكد، يُعد نصرة لمبادئ وأهداف الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو من أسمى وأجلّ القربات إلى الله تعالى. وليكن حضورنا هذا العام استثنائيًا ومميزًا، نظرًا لما نواجهه من تحديات تستهدف هويتنا ووجودنا.
رابعاً: كثفوا النشاط المعرفي والثقافي، للتعريف المجتمع بنهضة وقيم عاشوراء، وأقيموا مختلف الفعاليات من ندوات ومؤتمرات وملتقيات شبابية ونسائية طوال شهر محرم الحرام، وساهموا في رفع مستوى الوعي والبصيرة بنهضة عاشوراء باعتبارها نهضة شاملة تجلت فيها مكارم الأخلاق وعناوين العزة والكرامة في مواجهة الظلم والباطل والفساد.
خامساً: ركزوا على الإمام الحسين (عليه السلام)، ونهضته المباركة في الطرح والنقاش والعمل خلال موسم عاشوراء. ونوصي خطباءنا الأعزاء، الذين يتشرفون بخدمة المنبر الحسيني المقدس، بأن يركزوا في أحاديثهم خلال عاشوراء على نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) المباركة، بمختلف أبعادها العقائدية والفكرية والأخلاقية والتربوية، وأن يقتصروا على الموضوعات المتصلة بعاشوراء، مع ترك الموضوعات الثقافية والتربوية العامة لبقية أيام السنة، تقديرًا لأهمية عاشوراء في البناء الفكري والتربوي والعقائدي.
سادساً: تعاونوا على إظهار عاشوراء بالمظهر الحضارى اللائق، الذي يعكس قوتنا ووحدتنا حول هويتنا الدينية، بتشكيل اللجان والفرق الشبابية لتنظيم الفعاليات المتعدّدة، بدءاً من التفكير ومروراً بالتخطيط وانتهاءاً بالتنفيد، ونوصي شبابنا الرسالي في الإهتمام والحرص على طرح المبادرات والبرامج والأنشطة الخاصة بإحياء المناسبة، وكذلك بالحضور والمشاركة الفاعلة في كل الفعاليات العاشورائية.
ونشد على أيدي جميع العاملين لإحياء هذه المناسبة الخالدة والعظيمة في المآتم والحسينيات والمواكب والمنتديات والورش الثقافية والملتقيات الإجتماعية، خاصة أولئك الذين يقومون بأدوار استثنائية في خدمة المواكب والهيئات الحسينية.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لإحياء هذه الذكرى العظيمة بما يرضيه، وأن يجعلنا من السائرين على نهج الإمام الحسين (عليه السلام) والثابتين على مبادئه السامية.
تعليقك